شباب الحدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الحدين

منتديات شباب الحدين


    عندما يقتحم الاحتلال الأقصى ويعتقل

    ابو حورية
    ابو حورية


    عدد المساهمات : 165
    تاريخ التسجيل : 20/09/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://shababelhadeen.yoo7.com/forum.htm

    عندما يقتحم الاحتلال الأقصى ويعتقل Empty عندما يقتحم الاحتلال الأقصى ويعتقل

    مُساهمة من طرف ابو حورية الأربعاء أكتوبر 28, 2009 2:04 pm


    كانت الساعة تقترب من الثالثة والنصف فجرا بتوقيت القدس المحتلة عندما حزم أدواته وهَمَّ بمغادرة منزله بمدينة أم الفحم بفلسطين المحتلة عام 1948، قبل أن يتوقف هنيهة، وراحت عيناه تتأمل عدسة كاميراته وكأنه يحاول اختراق الزمن عبرها ليرى ما ستسجله من أحداث في الساعات الملتهبة القادمة.
    وما هي إلا ساعات معدودة حتى دارت عدسات كاميرا الصحفي محمود أبو عطا المنسق الإعلامي في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، وراحت تجول بأقصى سرعتها في أرجاء المسجد الأقصى الشريف تلاحق الأحداث المتتابعة، قبل أن تتوقف عند هراوات جنود الاحتلال وهي تدمي امرأة من المصلين في باحة المسرى.. وما إن سطع وميضها حتى التفتت العيون المتنمرة لصاحب الكاميرا متوعدة إياه بأنه صار هدفا لغضبها.

    الأحد 26-10-2009 كان اليوم الموعود الذي تعرض فيه أبو عطا للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لمدة نحو 8 ساعات خلال قيامه بعمله كصحفي في تغطية محاولة اقتحام المسجد الأقصى التي دعت إليها جماعات يهودية متطرفة، وتم سحب الكاميرات منه، وهددته القوات بشكل مباشر بالإبعاد عن الأقصى ومدينة القدس، وفي نهاية المطاف أفرج عنه وتم إبلاغه برسالة تهديد عبر محاميه "أنه سيكون محل استهداف من الشرطة إذا وجد بالقرب من الأقصى".

    طالع أيضا:
    يوميات يوسف الباز.. مرابط في الأقصى
    أبو قتادة: حلاوة الرباط أشعرتني بزمن صلاح الدين
    هكذا اقتُحم الأقصى صباح اليوم(مشاهدات)

    إسلام أون لاين.نت التقت أبو عطا، وسجلت مشاهداته في اقتحامات الأقصى التي يرصدها بعدسة صحفي.

    - الساعة 04:00 فجرا بتوقيت القدس المحتلة، وصلت إلى بوابات المسجد الأقصى قادمًا من مدينة أم الفحم لتغطية ما قد يجري من أحداث بناء على دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام الأقصى.

    - في الطريق المؤدي للمسجد واجهتنا عشرات الحواجز غير المسبوقة واحتشد العشرات من عناصر الشرطة حولها.

    - على بوابة الأقصى كان هناك حاجز للشرطة، ولا يسمح بدخول المصلين إلا فرادى، بعد مصادرة هوياتهم وإعطائهم بدلا منها رقما، حتى يجبر كل من يدخل على العودة للشرطة واستلام الهوية بعد الانتهاء من الصلاة.

    - أذن الفجر، وأدينا الصلاة في جماعة.. بعد الصلاة تفرق المصلون في باحات المسجد وداخله، وراح بعضهم يتلو القرآن، والبعض الآخر يقرأ المأثورات.

    - بعد الانتهاء من الصلاة خرج بعض المصلين وبقي الكثير مرابطا داخل الأقصى؛ لأنه يوجد تهديد مسبق ونية للاقتحام.

    بداية الاقتحام

    - الساعة 07:30 صباحا فتح باب المغاربة فجأة، وبدأت فرق من الشرطة الإسرائيلية تقتحم ساحات المسجد.

    - بعد 10 دقائق، وبشكل مفاجئ دخل المئات من عناصر الشرطة المحصنين بالدروع وأحاطوا المسجد القبلي من جميع جهاته.

    - فجأة بدأ أفراد الشرطة الإسرائيلية يعتدون بالضرب على المصلين المنتشرين في الساحات الخارجية.

    - وسط هذه الأحداث بقي جزء من المصلين في الساحات الخارجية والجزء الآخر أسرع بدخول المسجد القبلي، وبدأ الناس برد فعل على ما تقوم به عناصر الشرطة.

    - لحظات معدودة وتم إدخال قوات كبيرة مدججة بأنواع كثيرة من السلاح، راحت تطلق قذائف الغاز، والصوت، وقنابل اللهب الحارقة باتجاه المصلين.

    - وبنفس الوقت حضرت قوة خاصة وأدخلت سلالم خشبية كبيرة للحرم القدسي الشريف ونصبتها بالجهة الغربية للمسجد القبلي.

    - في الساعة 08:00 صباحا أغلقت الشرطة الإسرائيلية بوابات المسجد القبلي بالحديد على المصلين المتواجدين بداخله.

    - من تواجد في الساحات من مصلين سواء نساء أو أطفال أو رجال كانوا يتعرضون بشكل مباشر لقنابل الغاز والصوت، وامتدت هذه الأحداث إلى ساحات قبة الصخرة "مصلى النساء".

    الاعتقال

    - في الساعة 08:15 صباحا كنت أقوم بتصوير الأحداث، وأيضا أتواصل مع بعض وسائل الإعلام لنقل ما يجري من داخل المسجد الأقصى، وفجأة قام أفراد الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء بالضرب على امرأة بشكل مباشر، فذهبت إلى جانب عدد من الزملاء الصحفيين لتصوير الحدث عن قرب، وإذا بأفراد الشرطة يقبضون علينا، ويبدءون طرح الأسئلة عن أسباب التصوير، فأبلغناهم بالعمل المهني الذي نقوم به، وأبرزت لهم بطاقة هويتي كصحفي.

    - حدث نقاش فيما بين أفراد الشرطة حول اعتقالي، ثم اعتقلوني بالفعل واصطحبوني إلى مركز للشرطة يقع بالقرب من حائط البراق.

    - بعد لحظات انتظار داخل مركز الشرطة، حاول الجنود مصادرة كاميراتي الخاصة، إلا أنني رفضت إعطاءهم إياها، فأخذوها عنوة، وصادروا الصور التي تحويها.

    - بقيت محتجزا لمدة 5 ساعات في مركز الشرطة، تم خلالها التحقيق معي حول أسباب التواجد وظروفه وما إلى ذلك، وكان ردي هو توضيح لطبيعة عملي.

    - بعد ذلك نقلوني إلى مركز تحقيق آخر يشرف عليه جهاز المخابرات الإسرائيلية، وتم إخضاعي هذه المرة ولمدة 3 ساعات لتحقيق من قبل المخابرات.

    - بعد انتهاء التحقيق طلب مني التوقيع على قرار بإبعادي لمدة شهر عن المسجد الأقصى، فرفضت، فخفضوا المدة لأسبوعين، فرفضت ثانية فخفضوها لأسبوع، وعندما تمسكت برفض التوقيع على قرار الإبعاد تم اقتيادي إلى المحكمة الإسرائيلية بوجود المحاميين وأفرج عني دون التوقيع.

    - أثناء مغادرتي لقاعة المحكمة، جاء ضابط بالشرطة إلى المحامي وأمره أن يبلغني أنني أصبحت صحفيا مستهدفا من قبل الشرطة، وإذا ما حاولت الوصول إلى المسجد الأقصى سأكون محل استهداف مباشر لهم.




      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 9:12 pm