أول رباط بالأقصى.. يوميات مجاهد مقدسي
المرابطون نظموا أنفسهم وحددوا أدوارهم
حصلت "إسلام أون لاين" على يوميات أحد المرابطين في المسجد الأقصى خلال محاولات الاقتحام التي نفذها متطرفون إسرائيليون الأسبوع الماضي بدعم من شرطة الاحتلال دون أن تحقق مقصدها في اقتحام الأقصى بسبب ثبات هؤلاء المرابطين.
وفيما يلي نص يوميات المرابط الذي فضل أن يرمز لاسمه بحرفي "ك.ي":
الليلة الأولى (مساء السبت 3-10-2009):
- "كانت حازمة ومفصلية في حياتي؛ فهذا أول رباط لي في المسجد الأقصى المبارك؛ حيث كنت قد ودعت عائلتي وقلت لهم أنا ذاهب فداء للأقصى وقد لا أعود إليكم وأرتقي شهيدا عند ربي وأنا صائم؛ حيث كنا مصممين على صد العدوان ومنع اقتحامه".
- وصلنا الأقصى مساء ذلك اليوم (3-10-2009)، وبدأ الرباط ليلة الأحد؛ حيث كان من المتوقع أن يتم اقتحامه في نهار الأحد، وفي الليل كان المخطط أن ندخل المسجد القبلي المسقوف ونغلق أبواب المسجد علينا مع إطفاء الإنارة؛ حيث من المعتاد أن يدخل 3 عناصر من الشرطة الإسرائيلية كل يوم إلى المسجد بعد صلاة العشاء ليتأكدوا من خلوه من المصلين، ثم يأمرون حراس الأقصى بإغلاقه".
- فعلنا ذلك، وبعد قليل جاءت مجموعة من شرطة الاحتلال وطلبوا منا الخروج وتسليم أنفسنا، إلا أننا رفضنا وبقينا داخل المسجد حتى ذهب رجال الشرطة".
- وعند أذان فجر يوم الأحد استيقظنا وخرجنا إلى الوضوء لنجد مجموعة من أهالي القدس القديمة من كبار السن والنساء انضموا إلينا، فصلينا جميعا الفجر قبالة باب المغاربة".
- "في ذلك اليوم بقينا أمام باب المغاربة؛ حيث إنه الباب الوحيد الذي يمكن أن يدخل منه قوات الاحتلال، مع علمنا أن باقي الأبواب قد أغلقتها الشرطة ويوجد عليها محتشدون من أهالي القدس وفلسطيني 48 يحاولون الدخول إلى المسجد اصطدموا مع قوات الاحتلال".
- "فجأة سمعنا قبالة باب المغاربة حركة غير طبيعية من قبل المستوطنين الذين احتشدوا على الباب وأخذوا يتلون طقوسهم الدينية، عندها قام أحد المرابطين وكبر فينا فرددنا وراءه التكبيرات عدة مرات وبقينا على أهبة الاستعداد".
- "بين صلاة الظهر والعصر فتحت قوات الاحتلال الباب وشاهدنا بعض المستوطنين، وقتها أعلن المرابطون النفير العام والاستعداد للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين مما أخافهم خاصة عندما بدأ المرابطون بترتيب أنفسهم صفا واحدا".
- "طالبتنا قوات الشرطة عبر مكبرات الصوت بإخلاء المسجد، وعدم التسبب في فوضى، وهددتنا بالاعتقال والتقديم للمحاكمة لكن لم يثننا ذلك".
- "لما حل المساء وأفطر الصائمون وصلينا المغرب ثم العشاء، بعدها أغلقنا أبواب المسجد القبلي علينا، وعادت الشرطة الإسرائيلية تطلب منا تسليم أنفسنا، وأن علينا الانصياع للأوامر، وعدم مخالفة القوانين، لكننا لم نأبه لهذا الأمر".
مستيقظون والناس نيام
- في ساعات الليل كان منا من يصلي القيام ولكن وحيدا؛ فلا مجال أن نقيم صلاة جماعة داخل المسجد، فهذا كان رأي الغالبية بعد تقدير الأمور في ظرفنا.. مجموعة تنام ثم تستيقظ لتأخذ دورها في الرباط ومتابعة أي محاولة للاقتحام".
- طول الوقت كنا نراقب باب المغاربة ونستمع لأي صوت في الخارج إذا ما تم اقتحام الساحات، ولكن كنا نعلم أن المستوطنين يريدون أن يدخلوا المسجد القبلي الملاصق والقريب لحائط البراق، والحمد لله وجودنا بداخل المسجد أفشل المخطط".
- ولكن لو اقتحم المستوطنون المسجد كنا سنواجههم ونخرج لهم، ولكن نحن أهل الداخل الفلسطيني نعلم أنهم أجبن من ذلك؛ فساعات الليل تخيفهم حيث كنا نطفئ إنارة الساحات كاملة".
- في يوم الإثنين (5-10-2009) وهو اليوم الثاني للرباط، كان موعد جديد لمعاودة الرباط في الساحات وقبالة باب المغاربة؛ فهذا الباب كانت تتجه كل الأنظار له حيث كان قسم منا في صلاة ودعاء، وقسم آخر في حلقات ذكر وتدارس للقرآن، كنا نستظل بشجرات السرو والصنوبر في تلك الساحة".
- بدأت الشرطة الإسرائيلية تضيق علينا الخناق؛ حيث لا يسمح إلا للكبار من أهالي القدس بالدخول إلى المسجد الأقصى، وتفتش كل شيء، وأصبحت تمنع عنا الطعام، إلا أن نساء القدس ورجالها كانوا وما يزالون أهل خير استطاعوا بطريقة ما لا نريد كشفها للإعلام أن يدخلوا لنا الطعام، وكنت أنا من أحد العاملين على تقسيم الطعام على 400 مرابط".
- في كل يوم كان يدخل الطعام إلينا حتى أصبح الطعام يزيد عن حاجتنا، وكنا نأكل أكثر من ثلاث وجبات حتى لا يكب الطعام، بينما كان البعض يحرص على الصوم".
- في ظل هذه الظروف كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل وجود الحمامات بعيدة عن المسجد القبلي لتضع عناصرها تراقب خروج أي مرابط، إلا أننا تنبهنا لهذا الأمر ولم نكن نذهب إلى تلك الأماكن، وبطريقة ما تعاهدنا أن نبقيها سرية ثم تدبير الأمر في الليل".
- في يوم الثلاثاء (6-10-2009) وهو اليوم الثالث كنا أكثر تنظيما؛ حيث أصبح تعاملنا مع كل ما يدور حولنا من محاولات اقتحام أو الحصار المفروض وإدخال الطعام وقضاء الحاجة ليلا منظما، وكنا نعمل كخلية النحل كل منا له دور يعلمه وهدف توافقنا عليه قبل القدوم وهو الموت في سبيل الله دفاعا عن مسجده الأقصى".
"تمنيت الشهادة"
- يوم الأربعاء (7-10-2009) كنت أعيش يوما عاديا بتفاصيل الرباط، ولم أنقطع عن الاطمئنان على عائلتي، فبلغني في ذلك اليوم أن والدتي بحالة صحية حرجة.. تحدثت معها وقلت سآتي اليوم لكي أراك، لكنها قالت لي: ابق للدفاع عن المسجد الأقصى.. فاستجبت لها ودعوت الله أن يشفيها ويقر عيني بها".
- "بقينا على هذا الحال طول فترة الرباط؛ حيث نكون أمام باب المغاربة طول اليوم نصلي ونقرأ القرآن وندعو الله وكلنا آمل أن نرتقي شهداء في ساحات المسجد الأقصى دفاعا عنه".
- "ولكن يبدو أن الله لم يأذن بالشهادة بعد؛ حيث هدأت الأوضاع، وانسحب المتطرفون اليهود بعيدا عن الأقصى نهاية الأسبوع الماضي، وعلى العموم فإن لم أستشهد فقد شرفني الله تعالى بالرباط في المسجد الأقصى، وسأعود أرابط كلما احتاج المسجد لذلك.. وقد نصرنا الله بحمايته من اقتحام عصابات اليهود المتطرفين".
المرابطون نظموا أنفسهم وحددوا أدوارهم
حصلت "إسلام أون لاين" على يوميات أحد المرابطين في المسجد الأقصى خلال محاولات الاقتحام التي نفذها متطرفون إسرائيليون الأسبوع الماضي بدعم من شرطة الاحتلال دون أن تحقق مقصدها في اقتحام الأقصى بسبب ثبات هؤلاء المرابطين.
وفيما يلي نص يوميات المرابط الذي فضل أن يرمز لاسمه بحرفي "ك.ي":
الليلة الأولى (مساء السبت 3-10-2009):
- "كانت حازمة ومفصلية في حياتي؛ فهذا أول رباط لي في المسجد الأقصى المبارك؛ حيث كنت قد ودعت عائلتي وقلت لهم أنا ذاهب فداء للأقصى وقد لا أعود إليكم وأرتقي شهيدا عند ربي وأنا صائم؛ حيث كنا مصممين على صد العدوان ومنع اقتحامه".
- وصلنا الأقصى مساء ذلك اليوم (3-10-2009)، وبدأ الرباط ليلة الأحد؛ حيث كان من المتوقع أن يتم اقتحامه في نهار الأحد، وفي الليل كان المخطط أن ندخل المسجد القبلي المسقوف ونغلق أبواب المسجد علينا مع إطفاء الإنارة؛ حيث من المعتاد أن يدخل 3 عناصر من الشرطة الإسرائيلية كل يوم إلى المسجد بعد صلاة العشاء ليتأكدوا من خلوه من المصلين، ثم يأمرون حراس الأقصى بإغلاقه".
- فعلنا ذلك، وبعد قليل جاءت مجموعة من شرطة الاحتلال وطلبوا منا الخروج وتسليم أنفسنا، إلا أننا رفضنا وبقينا داخل المسجد حتى ذهب رجال الشرطة".
- وعند أذان فجر يوم الأحد استيقظنا وخرجنا إلى الوضوء لنجد مجموعة من أهالي القدس القديمة من كبار السن والنساء انضموا إلينا، فصلينا جميعا الفجر قبالة باب المغاربة".
- "في ذلك اليوم بقينا أمام باب المغاربة؛ حيث إنه الباب الوحيد الذي يمكن أن يدخل منه قوات الاحتلال، مع علمنا أن باقي الأبواب قد أغلقتها الشرطة ويوجد عليها محتشدون من أهالي القدس وفلسطيني 48 يحاولون الدخول إلى المسجد اصطدموا مع قوات الاحتلال".
- "فجأة سمعنا قبالة باب المغاربة حركة غير طبيعية من قبل المستوطنين الذين احتشدوا على الباب وأخذوا يتلون طقوسهم الدينية، عندها قام أحد المرابطين وكبر فينا فرددنا وراءه التكبيرات عدة مرات وبقينا على أهبة الاستعداد".
- "بين صلاة الظهر والعصر فتحت قوات الاحتلال الباب وشاهدنا بعض المستوطنين، وقتها أعلن المرابطون النفير العام والاستعداد للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين مما أخافهم خاصة عندما بدأ المرابطون بترتيب أنفسهم صفا واحدا".
- "طالبتنا قوات الشرطة عبر مكبرات الصوت بإخلاء المسجد، وعدم التسبب في فوضى، وهددتنا بالاعتقال والتقديم للمحاكمة لكن لم يثننا ذلك".
- "لما حل المساء وأفطر الصائمون وصلينا المغرب ثم العشاء، بعدها أغلقنا أبواب المسجد القبلي علينا، وعادت الشرطة الإسرائيلية تطلب منا تسليم أنفسنا، وأن علينا الانصياع للأوامر، وعدم مخالفة القوانين، لكننا لم نأبه لهذا الأمر".
مستيقظون والناس نيام
- في ساعات الليل كان منا من يصلي القيام ولكن وحيدا؛ فلا مجال أن نقيم صلاة جماعة داخل المسجد، فهذا كان رأي الغالبية بعد تقدير الأمور في ظرفنا.. مجموعة تنام ثم تستيقظ لتأخذ دورها في الرباط ومتابعة أي محاولة للاقتحام".
- طول الوقت كنا نراقب باب المغاربة ونستمع لأي صوت في الخارج إذا ما تم اقتحام الساحات، ولكن كنا نعلم أن المستوطنين يريدون أن يدخلوا المسجد القبلي الملاصق والقريب لحائط البراق، والحمد لله وجودنا بداخل المسجد أفشل المخطط".
- ولكن لو اقتحم المستوطنون المسجد كنا سنواجههم ونخرج لهم، ولكن نحن أهل الداخل الفلسطيني نعلم أنهم أجبن من ذلك؛ فساعات الليل تخيفهم حيث كنا نطفئ إنارة الساحات كاملة".
- في يوم الإثنين (5-10-2009) وهو اليوم الثاني للرباط، كان موعد جديد لمعاودة الرباط في الساحات وقبالة باب المغاربة؛ فهذا الباب كانت تتجه كل الأنظار له حيث كان قسم منا في صلاة ودعاء، وقسم آخر في حلقات ذكر وتدارس للقرآن، كنا نستظل بشجرات السرو والصنوبر في تلك الساحة".
- بدأت الشرطة الإسرائيلية تضيق علينا الخناق؛ حيث لا يسمح إلا للكبار من أهالي القدس بالدخول إلى المسجد الأقصى، وتفتش كل شيء، وأصبحت تمنع عنا الطعام، إلا أن نساء القدس ورجالها كانوا وما يزالون أهل خير استطاعوا بطريقة ما لا نريد كشفها للإعلام أن يدخلوا لنا الطعام، وكنت أنا من أحد العاملين على تقسيم الطعام على 400 مرابط".
- في كل يوم كان يدخل الطعام إلينا حتى أصبح الطعام يزيد عن حاجتنا، وكنا نأكل أكثر من ثلاث وجبات حتى لا يكب الطعام، بينما كان البعض يحرص على الصوم".
- في ظل هذه الظروف كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل وجود الحمامات بعيدة عن المسجد القبلي لتضع عناصرها تراقب خروج أي مرابط، إلا أننا تنبهنا لهذا الأمر ولم نكن نذهب إلى تلك الأماكن، وبطريقة ما تعاهدنا أن نبقيها سرية ثم تدبير الأمر في الليل".
- في يوم الثلاثاء (6-10-2009) وهو اليوم الثالث كنا أكثر تنظيما؛ حيث أصبح تعاملنا مع كل ما يدور حولنا من محاولات اقتحام أو الحصار المفروض وإدخال الطعام وقضاء الحاجة ليلا منظما، وكنا نعمل كخلية النحل كل منا له دور يعلمه وهدف توافقنا عليه قبل القدوم وهو الموت في سبيل الله دفاعا عن مسجده الأقصى".
"تمنيت الشهادة"
- يوم الأربعاء (7-10-2009) كنت أعيش يوما عاديا بتفاصيل الرباط، ولم أنقطع عن الاطمئنان على عائلتي، فبلغني في ذلك اليوم أن والدتي بحالة صحية حرجة.. تحدثت معها وقلت سآتي اليوم لكي أراك، لكنها قالت لي: ابق للدفاع عن المسجد الأقصى.. فاستجبت لها ودعوت الله أن يشفيها ويقر عيني بها".
- "بقينا على هذا الحال طول فترة الرباط؛ حيث نكون أمام باب المغاربة طول اليوم نصلي ونقرأ القرآن وندعو الله وكلنا آمل أن نرتقي شهداء في ساحات المسجد الأقصى دفاعا عنه".
- "ولكن يبدو أن الله لم يأذن بالشهادة بعد؛ حيث هدأت الأوضاع، وانسحب المتطرفون اليهود بعيدا عن الأقصى نهاية الأسبوع الماضي، وعلى العموم فإن لم أستشهد فقد شرفني الله تعالى بالرباط في المسجد الأقصى، وسأعود أرابط كلما احتاج المسجد لذلك.. وقد نصرنا الله بحمايته من اقتحام عصابات اليهود المتطرفين".