في اليوم الأول من عيد الفطر لملمت غزة حاجيتها مبكرا وانطوت على نفسها دون استئذان من أحد فلم يعد هناك مجال لان تطيل الانتظار على العتبات وفي الطرقات ....
توارت غزة في ذلك اليوم عن الأنظار سريعا ... ودخلت تجلس وحيدة تحدث نفسها عن نفسها..
تتحدث عن جرحها الغائر ..عن حزنها الحاضر.. عن رجالها الذين ضمتهم في بطنها واحتضنتهم بدفئها .. عن قلبها المكلوم.. عن زفرات آهاتها... عن حرقة دموعها ...عن وجع أيامها ... لم تنتظر طويلا في ذلك اليوم... ولم تَطُل فرحتها فيه رغم بهجته المكتوبة له على الدوام .. فهو يوم توزع فيه الأفراح.. وتكتسي المدن بحلة بهيجة..
قالت : لا داعي للانتظار.... ولا مكان لحديث آخر .. لا مكان لسمر الليالي بعد أن غاب الأحبة ...وتلاشت الأحلام مع نيران الفسفور وقذائف الموت ...
لا أملك سوى تصنّع الفرح حتى يعرفه الأطفال ويدركوا شيئا منه ... دون أن ينسوا أن هناك من صنع الحزن بيننا وقاتل ليكون جزءً من حياتنا ...
لا داعي لغزة أن تكثر من حديث الليل رغم أن مثيلاتها من المدن لا تعرف النوم في ذلك اليوم ... تجيد السهر حتى موعد السحور السابق...وتختلط لياليها بالضحك والغناء واللعب ....
ثم تنسى هموم جارتها التي قتلها الحصار ومزقها الانقسام وأدماها الاحتلال ...
نسيت تلك المدن أن أطفال جارتها لم يشتروا ملابس العيد ... ولم يتذوقوا حلوى العيد ... ولم ينشدوا أغاني العيد ...
حفظوا أناشيد الثورة والثوار ....
وترنموا بان عيدهم يوم عودتهم
يوم تحريرهم
عيدهم يبدأ عندما يرتقى الشهيد
ويعود الأسير
أطفال غزة يوم العيد كانوا هناك ...
في زيارات لقبور أصدقاء العيد الماضي...
وتفقد الذكريات.... والحنين لمن كان الفطر يسعد بهم .. والعيد يطيب لهم .. والفرح يكون معهم
لم يعد ظهر الأرض يحتملهم .. ضاق بهم ...فأودعتهم غزة بطنها بحنان العاشق .. وحديث العشاق خاص ..لا يفهمه أحد سواهما....
ضمهم بطنها اليه تاركا... أحزانا لا تنتهي ... وأشواقا تزداد مع كل يوم وكل جرح وكل حزن... تاركا... حبا يكبر ولا ينسى .
مع غروب شمس الأول من شوال أمست شوارع غزة خالية.. هدأت الحركة عنها ... وتوقفت المراجيح عن الدوران... وتجمدت العاب الأطفال البالية والمتهرئة...واختفت صيحات الأطفال وضحكاتهم...وهي التي كانت قد أقنعت الكبار بان غزة تعيش اليوم ...عيد
هم يعلمون أن رمضان قد غادر ...كما جاء
يعلمون أن التفاصيل لم تختلف كثيرا... فجيوب الفقراء والعمال لم تمتلئ ...لا زالت فارغة
وبعض الناس لا زالوا يفترشون الأرض ... وبعضهم لا زال ينتظر الجديد ...
والجديد رغم العيد .. بعيد
لملمت غزة حاجيتها مبكرا ... وتركت الفرح لهم .... لأولئك
ولم يتبق لها إلا تمتمات مصل ..وخشوع عابد ..ودعاء متهجد..
دعا لها في رمضان ...
يومها كانت تعرف السهر جيدا ...
تطيله لانها تريده ...في المحاريب .. وتتمنى أن يطول الليل لترى عشاقها مع محبوبهم ...
منهم من يحرس .. ومنهم من يحرص .. وجميعهم أحبوها
لا يعرف حقيقة غزة إلا الغزيون... أهلها
كم سعوا ليداووا جرحها .. ويعيدوا لها ابتسامتها ...
أرادوا أن يطهروا قلبها من خبث علق فيها منذ سنين
ومضوا يفجرون الحصار بأجسادهم ... وصلواتهم
وما زالوا ...
جاءت الأعياد تلتها الأعياد ثم أعياد .....وغزة على حالها
تنتظر أن تحيا عيدا ..كما تحياه كل المدن
بلا دم
أو نار...... أو حصار.
توارت غزة في ذلك اليوم عن الأنظار سريعا ... ودخلت تجلس وحيدة تحدث نفسها عن نفسها..
تتحدث عن جرحها الغائر ..عن حزنها الحاضر.. عن رجالها الذين ضمتهم في بطنها واحتضنتهم بدفئها .. عن قلبها المكلوم.. عن زفرات آهاتها... عن حرقة دموعها ...عن وجع أيامها ... لم تنتظر طويلا في ذلك اليوم... ولم تَطُل فرحتها فيه رغم بهجته المكتوبة له على الدوام .. فهو يوم توزع فيه الأفراح.. وتكتسي المدن بحلة بهيجة..
قالت : لا داعي للانتظار.... ولا مكان لحديث آخر .. لا مكان لسمر الليالي بعد أن غاب الأحبة ...وتلاشت الأحلام مع نيران الفسفور وقذائف الموت ...
لا أملك سوى تصنّع الفرح حتى يعرفه الأطفال ويدركوا شيئا منه ... دون أن ينسوا أن هناك من صنع الحزن بيننا وقاتل ليكون جزءً من حياتنا ...
لا داعي لغزة أن تكثر من حديث الليل رغم أن مثيلاتها من المدن لا تعرف النوم في ذلك اليوم ... تجيد السهر حتى موعد السحور السابق...وتختلط لياليها بالضحك والغناء واللعب ....
ثم تنسى هموم جارتها التي قتلها الحصار ومزقها الانقسام وأدماها الاحتلال ...
نسيت تلك المدن أن أطفال جارتها لم يشتروا ملابس العيد ... ولم يتذوقوا حلوى العيد ... ولم ينشدوا أغاني العيد ...
حفظوا أناشيد الثورة والثوار ....
وترنموا بان عيدهم يوم عودتهم
يوم تحريرهم
عيدهم يبدأ عندما يرتقى الشهيد
ويعود الأسير
أطفال غزة يوم العيد كانوا هناك ...
في زيارات لقبور أصدقاء العيد الماضي...
وتفقد الذكريات.... والحنين لمن كان الفطر يسعد بهم .. والعيد يطيب لهم .. والفرح يكون معهم
لم يعد ظهر الأرض يحتملهم .. ضاق بهم ...فأودعتهم غزة بطنها بحنان العاشق .. وحديث العشاق خاص ..لا يفهمه أحد سواهما....
ضمهم بطنها اليه تاركا... أحزانا لا تنتهي ... وأشواقا تزداد مع كل يوم وكل جرح وكل حزن... تاركا... حبا يكبر ولا ينسى .
مع غروب شمس الأول من شوال أمست شوارع غزة خالية.. هدأت الحركة عنها ... وتوقفت المراجيح عن الدوران... وتجمدت العاب الأطفال البالية والمتهرئة...واختفت صيحات الأطفال وضحكاتهم...وهي التي كانت قد أقنعت الكبار بان غزة تعيش اليوم ...عيد
هم يعلمون أن رمضان قد غادر ...كما جاء
يعلمون أن التفاصيل لم تختلف كثيرا... فجيوب الفقراء والعمال لم تمتلئ ...لا زالت فارغة
وبعض الناس لا زالوا يفترشون الأرض ... وبعضهم لا زال ينتظر الجديد ...
والجديد رغم العيد .. بعيد
لملمت غزة حاجيتها مبكرا ... وتركت الفرح لهم .... لأولئك
ولم يتبق لها إلا تمتمات مصل ..وخشوع عابد ..ودعاء متهجد..
دعا لها في رمضان ...
يومها كانت تعرف السهر جيدا ...
تطيله لانها تريده ...في المحاريب .. وتتمنى أن يطول الليل لترى عشاقها مع محبوبهم ...
منهم من يحرس .. ومنهم من يحرص .. وجميعهم أحبوها
لا يعرف حقيقة غزة إلا الغزيون... أهلها
كم سعوا ليداووا جرحها .. ويعيدوا لها ابتسامتها ...
أرادوا أن يطهروا قلبها من خبث علق فيها منذ سنين
ومضوا يفجرون الحصار بأجسادهم ... وصلواتهم
وما زالوا ...
جاءت الأعياد تلتها الأعياد ثم أعياد .....وغزة على حالها
تنتظر أن تحيا عيدا ..كما تحياه كل المدن
بلا دم
أو نار...... أو حصار.