شباب الحدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الحدين

منتديات شباب الحدين


    أختنا المسلمة في البيت والدعوة

    avatar
    مسلمة وكلى فخر


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 26/09/2009
    العمر : 35

    أختنا المسلمة في البيت والدعوة Empty أختنا المسلمة في البيت والدعوة

    مُساهمة من طرف مسلمة وكلى فخر الإثنين أبريل 12, 2010 8:09 am


    اختنا المسلمة فى البيت والدعوة




    الحمد لله الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من حُبُّب إليه النساء، وحررهن من أغلال الجاهلية وتحلُّلِ المدنية، ومن تبعه بإحسان في صفاء ونقاء، وتقدير لمكانة المرأة مقامًا ومهامًا وفق منهج القرآن الكريم والسنة المطهرة، وبعد،،
    فإن أخواتنا في الله هن شقائق الرجال وموضع كرامتهم، وينزلن منا منزلاً حسنًا، نرى أنه لا يمكن أن نحلق في عالم اليوم إلا بهن في قلب الدعوة وصدرها، كما كانت خديجة أسبق القوم جميعًا إلى الإسلام، وفاطمة أسلمت قبل أخيها عمر، وأم الفضل قبل زوجها العباس.
    لذلك نريد الأخت المسلمة منطلقةً إلى الإيمان والعمل، ليس تبعًا للرجل، بل بحبٍّ لله تعالى مُخَلَّصًا من شوائب التقليد، فلتعلم الأخت المسلمة أنها إنسانة، صاحبة رسالة وخلافة، وليس لكونها زوجة لفلان أو بنتًا لعلاًّن.
    نريدها بالليل قائمة، وفي النهار صائمة، وفي المسجد دائمة، وفي البيت راعية، وفي حلق العلم حاضرة، وفي الخشية مشفقة، وفي البذل معطية، وفي الكلام تعبر عن شفافية أخلاقها، وفي الذكر رطبة اللسان، وفي العفة مصونة طاهرة، يصدق فيها قول الله تعالى: ﴿مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ (التحريم: من الآية 5).
    نريدها في الدعوة مثل فاطمة بنت الخطاب تدعو أخاها عمر بن الخطاب فيُسلم، وأم شريك الأسدية تدعو نساء مكة سرًّا، ونُسَيبة بنت كعب تدعو نساء المدينة علانيةً، وأسماء بنت عميس تطالب النبي صلى الله عليه وسلم بحقِّ النساء في حِلَق العلم، وفي مجالس الذكر.
    نريدها مثل أم ســليم، كان مهرها الإسلام، وكانت تعرف حق الزوج إذا غاب وإذا آب، فتسجي ولدها الذي مات وتتهيَّأ لزوجها، ثم تخفف وقع الموت عليه وهي المكلومة في فلذة كبدها ومهجة فؤادها.
    نريدها في ساحات العمل والبذل والتضحية مثل عائشة وحفصة، تسقيان في "أُحد" الجرحى، وتفرغان الماء في أفواه القوم.
    نريدها مثل أم حرام تتمنى أن تكون شهادتها في غزوة بحرية لا برية؛ لأنها تسمو إلى ثوابها المضاعف ومنزلتها السامية.
    نريدها في حِلَق العلم تُحدِّث أخواتها بما يُقنع ويُمتع، ويأخذ بمجامع القلوب، ويستهوي نظرات العقول مثل أم الخير الحجازيـة؛ حيث تصدرت حلقات الوعظ والإرشاد بمسجد عمرو بن العاص.
    نريدها مكمنًا للأسرار الدعوية وحصنًا لها، مثل أم جميل تحتاط في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر الدعوة أمام أم أبي بكر، وأسماء بنت أبي بكر ضربها أبو جهل لينتزع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الهجرة، فما تكلَّمت بكلمة، ولا أفشت للإسلام سرًّا.
    نريدها زوجةً تُحسن تبعُّل زوجها، وتتقن تربية أولادها كما كانت فاطمة الزهراء مع زوجها عليّ وولديها الحسن والحسين، وكما كانت عفراء مع أولادها؛ حيث دفعتهم للقتال في بدر لا ليقتلوا صبيًّا مثلهم بل ليقتلوا رأس الكـفر "أبا جهل"، فضرباه ضربةً أطارت قدميه ثم أجهز عليه ابن مسعود.
    نريدها قلبًا مهمومًا على أمةٍ تفرَّقت، ونال منها عدوُّها، وخانها كثير من حكامها، فلا يقر لها قرار ولا يهدأ لها بال حتى ترى شريعة الله حاكمة، وكلمةَ الله عاليةً، ورحمةَ الله سابغةً، وأعراضَ نسائها مصونةً، ومقدساتِها مهيبةً، فتنطلق نحو وضع لبنات الخير، وزرع أشجار المعروف، وتنـثر عبير المودة بين الأخوات؛ إصلاحًا لذات البين وارتقاء بذات الخدر، وإشفاقـًا لذات المرض، ودعاءً لذات المعصية، ودعوةً لحاملة الكفر، ولـسانُ حالها دائمًا قول الشاعر:
    مَن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
    نريدها أختًا واثقةً من قدراتها، متواضعة مع ملكاتها، تقول الحق لا تخشى في الله لومة لائم، يحبسها الحياء عن السفاسف، وتدفعها الثقة والشجاعة إلى المعالي، وتردد مع الشاعر قوله:
    أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
    ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
    نريدها صابرةً محتسبةً إذا حُمّ القضاءُ تتذرع بالصبر الجميل، وتتحمل المكاره دون ضجر، وتأخذ بالأسباب دون ملل، تردد من الأعماق قوله تعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)﴾ (إبراهيم).
    فيستمد الابن والأب والأخ والجد منها روح الصبر والجلد حتى يعلم الناس أن في أمة الإسلام نسـاءً في الصبر كالرجال، وفي الجلد كالأبطال، لا يشق لهنَّ غبار، ولا تلين لهن قناة، ولا تذروهن الرياح، بل كالجبال الرواسي بها تَحفظُ الأرضُ بقاءَها وتوازنها.
    نريدها صاحبةَ عينٍ دامعةٍ عند ذكر الموت والقبر والحشر والكتاب والميزان والصراط، وقلبًا فرحًا عند ذكر الشهادة ونور القبور والحوض المورود والظل عند الحشر والفردوس الأعلى من الجنة، فتُحدِّد الغاية وتحلق بجناحي الخوف والرجاء حتى يستقر بها المقام في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
    نريدها أمام الشهوات صامدةً، ووراء الطاعات مسرعةً، ومن المعاصي هاربةً، وأمام الأموال قانعةً، وفي العلم راغبةً، تراها نساءُ الأرض نورًا فيَّاضًا، ونبعًا صافيًا، وخلقًا ساميًا، ويراها الابن أمًّا رءومًا، وصدرًا حنونًا، ويراها الزوج ريحانةً طيبةً، وأختًا راقيةً، وقلبًا محبًّا، وصدرًا رحبًا، ويدًا ماهرةً، وعينًا ساهرةً، وعقلاً حكيمًا.
    ----------

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة سبتمبر 20, 2024 3:42 pm