القاعدة فى نقل القراءات القرآنية أنها ترويهاأمة عن أمة فى كل مصر وفى كل عصر.أى أنه لايكفى فيها نقل الواحد ولا الأثنين ولا العشرة حتى تكون الأحرف المنقولةمعلومة مشهورة لدى عامة القراء.
هذا إجماعُ أجمع عليه الصدر الأول من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.وأُجمِع عليه من بعدهم.
والمقصود بعامة القراء فى المصر الذى سُمع فيه ذلك الحرف فلو رَوى واحد حرفاً وأنكرهُ قراء بلده وقرروا أنهم لايعرفون ذلك الحرف لم يُقرأ به واعتُبر آحاداً وشاذاً
والأمصار التى يعتد بها فى هذا المجال هى الخمسة التى أُرسل إلى كل منهامصحفاً من المصاحف العثمانية الحَرمان والكوفةِ والبصرة والشام.
أما نسبة القراءات المروية إلى أحد الأمة كقولهم قراءة نافع مثلاً فهى نسبةاختيار لانسبة أقتصار
وقبولوالمراد بتواتر قراءة الأئمة العشرة أن هؤلاء الأئمة التزموا فيما يقرئون ويرونه ركن التواتر وحققوا هذا الركن وشهد لهم عامة أهل مصرهم بذلك وأجمعوا على أمامتهم وروايتهم وتلقى قراءتهم بالرضا.
ففى المدينة النبوية فى عهد نافع بن أبى نعيم كان هناك أئمة كثيرون رووا أحرف القرآن واقرأوا بها غير نافع وأبى جعفر لكن العامة أجمعوا على قبول ما قرأ به هذان الأمامان لكونهما أشتهرا أكثر من غيرهما بضبط ما يرويان من الحروف.
وهكذا القول فى سائر الأئمة العشرة.
والقول بأن قراءة الثلاثة المكملة للعشرة ليست متواترة فهذا مردود عليه.
فقد أجمعت أمم من القراء فى كل جيل على تلقى قراءة الأئمة الثلاثة بالقبول وعلى الاقراء بها.وهناك دلائل كثيرة لايتسع المجال لذكرها بل ذكر ابن الجزرى أسماء بعضهم فى ست عشرةطبقة فذكر فى كل طبقة أعداد كثيرة من الأئمة الأعلام. ويكفى أن ابن عمر رضى الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّم أبا جعفر المدنى إماماً وصلى خلفه مؤتماً بصلاته راضياً بقراءته وأما يعقوب فقد بقى ابن مجاهد زمناًيتردد بينه وبين الكسائى أيهما يجعله السابع.أى سابع القراء العشرة وقال ابن تيميه لو لم يسبقنى ابن مجاهدإلى الكسائى لجعلت يعقوب مكانه. والله أعلم.
نسألكم الدعاء
واحد من الاخوان