قام مئات الطلاب بطرد سفير الكيان الصهيوني بتركيا من حرم جامعة طرابزون التركية عندما أراد زيارة الجامعة أمس الأربعاء للقاء رئيسها وعمداء الكليات في إطار جولة دبلوماسية يقوم بها منذ تعيينه في مطلع العام الحالي بهدف تلطيف وإصلاح العلاقات المتوترة بين أنقرة، وتل أبيب عقب العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
أحاط الطلاب بسيارة السفير الصهيوني جابي ليفي ورشقوها بالبيض الفاسد عندما دخلت حرم الجامعة وحاولوا الهجوم عليها وتحطيمها وتهشيمها ما منعه من النزول ولم تفلح محاولات أمن الجامعة في إثناء الطلاب عن احتجاجهم ورفضهم زيارة السفير للجامعة بعد وقوع مشادات عنيفة بالأيدي والألفاظ بين الطلاب وحرس الجامعة وسط هتافات عالية من الطلاب ضد دولة الاحتلال.
ووصف طلاب جامعة طرابزون بشمال تركيا دولة الكيان بالقاتلة والبربرية والوحشية واستمرت تظاهرتهم حتى غادر السفير، ليقوم الأمن بعدها بإلقاء القبض على حوالي 30 طالبًا وطالبةً من المتظاهرين.
وكان طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية قد كرر انتقاداته الحادة لكيان الاحتلال الصهيوني أول أمس الثلاثاء خلال كلمته الأسبوعية أمام مجموعة حزبه البرلمانية، مؤكدًا الاستمرار في التشهير ورفض عمليات القتل والتشريد والحصار المفروض على الفلسطينيين من طرف دولة الاحتلال.
وقال إن موقفنا هذا إنساني بالدرجة الأولى ولا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أو الصمت أمام أعمال الإبادة والقتل العام للمدنيين والأطفال والنساء مذكرًا بوحشية تل أبيب عندما أبادت عائلة فلسطينية على شاطئ غزة في صيف عام 2008م الماضي.
ونفى أردوغان ضلوع بلاده فيما يسمى بعداء السامية وقال دليلنا هو وجود يهود أتراك يتمتعون بالحرية والأمن والأمان وطالب العالم الغربي بالامتناع عن الزج باسم الإسلام وربطه بالإرهاب لأن الإسلام دين السلام ولا يوجد في العالم الإسلامي وتركيا مَن يصف المسيحية أو اليهودية أو حتى البوذية بالإرهاب.
يُذكر أن نفس السفير وقنصل عام دولة الاحتلال بإسطنبول سبق أن تعرَّضا للطرد من طرف رئيس جامعة إسطنبول السابق مسعود بارلاق حين أصرا على وجود حرسهما الخاص داخل غرفة رئيس الجامعة دون إذن وموافقة مسبقة منه.
من ناحيةٍ أخرى، من جهتها قالت يومية (وقت) التركية 3/11/2009 إن أريا ليفين مدير إدارة البحوث والدراسات بوزارة الخارجية الصهيونية السابق وجَّه تهديدًا غير مباشر لرئيس الحكومة التركية طيب أردوغان في مقالةٍ له بجريدة (جيروزاليم بوست) العبرية حين شبه حالته بالراحل عدنان مندريس رئيس الحكومة التركية السابق، والذي أعدمه العسكر في عام 1961- معتبرًا أن إعدام مندريس على أيدي الجيش التركي كان بسبب تحالفه وتقاربه مع البلاد العربية والإسلامية وإنشاء حلف بغداد المركزي.
وقال الكاتب الصهيوني "لا يمكن عمل عجة بيض بدون كسر البيض"، وأشار إلى أن تركيا المرتبطة بعلاقات سياسية واقتصادية ودفاعية مع أمريكا وأوروبا قررت مؤخرًا التصرف بمفردها في تلك العلاقات، موضحًا أن الحكومة الموجودة حاليًّا بتركيا قوية وتثق بنفسها وتحاصر الجيش العلماني ووصلت لطريق لا عودةَ فيه فيما تقوم به من تصرفات.