شباب الحدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الحدين

منتديات شباب الحدين


    القدس لنا

    ابو حورية
    ابو حورية


    عدد المساهمات : 165
    تاريخ التسجيل : 20/09/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://shababelhadeen.yoo7.com/forum.htm

    القدس لنا Empty القدس لنا

    مُساهمة من طرف ابو حورية الإثنين أكتوبر 26, 2009 4:05 pm




    القدس لنا


    "القدس" أو بيت المقدس اسم لم تعرفه المدينة المقدسة إلا يوم عرفت المسلمين والإسلام يعد أن فتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد سماها الكنعانيون منذ خمسة ألاف سنة "يورد شالم" ومنه جاءت التسمية اليهودية في "العهد القديم" بـــ "أورشليم" ، وعندما دمرها الرومان للمرة الثانية سنة 135 م غيروا أيضا أسمها إلى "إيليا كابيوتوليا" وهو الاسم الذي غيره المسلمون بعد الفتح إلى "القدس" أو "بيت المقدس" ، ذلك أنم المسلمين دون غيرهم أعرف بقدسية هذا الأرض التي سمى الله بها المسجد قبل أن يسجد به أحد فقال " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " سورة الإسراء أية 1 ، فالذي بارك الله حوله كيف تكون البركة فيه هو ؟! إن الأرض هناك كلها مباركة عند المسلمين ، لأنها كذلك عند الله ، فعندما هاجر إليها إبراهيم ولوط عليهما السلام ، قال تعالي " ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين " سورة الأنبياء أية 71

    ولأول مرة تصبح المدينة كلها عامة القداسة لجميع الأديان – اليهودية والمسيحية والإسلام – بعد أن كانت حكرا علي دين من يملك زمامها فيحتكر مقدساتها ، ويضطهد غيره ويهين مقدساته بها ، حدث هذا عندما دخلها العبرانيون في القرن العاشر قبل الميلاد ، وانشئوا فيها الدولة العبرية التي استمرت أربعة قرون " 415 سنة "

    حتى دخلها البابليون سنة 585 ق م وأزالوا مملكة يهوذا من الوجود ، وبهذه القرون الأربعة ادعي اليهود حقا تاريخيا ودينيا في فلسطين ، فإذا كان اليهود الذين يرون أنفسهم شعب الله المختار ، والجنس الذي لا يريد أن يدخل احد في دينه ، فإن الحق الأوضح بذات المنطق هو للمسلمين الذين مكثوا أربعة عشر قرنا من الزمان هناك لا أربعة ، ودخل في دينهم كثير من أهل الأرض الأصليين من كنعان الذين سكنوا الأرض خمسة ألاف عام ، وإذا كانت هناك شبهة حجة دينية بأن قال الله لهم " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " فإنما قيل لهم هذا يوم أن كانوا مسلمين ،

    وإتباعا لنبي الله المسلم موسي ، واليوم نحن أحق بموسي منهم فنحن أتباع موسي كما نحن أتباع إبراهيم ومحمد عليهم السلام أجمعين ، ففي الوقت الذي يتمسحون فيه بنبي الله داوود ويتخذون لأنفسهم شعارا هو " نجمة داوود " يعلن الله أن داوود يلعنهم متبرئا مما يفعلون فيقول تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " سورة المائدة إيه 78 ، فإذا كانت الأرض مكتوبا دخولها لمن كانوا مع موسي فقد دخلوها يوم كانوا مسلمين وانتهي الأمر ، وان كانت لأتباعه علي الدوام فنحن أتباع موسي وإبراهيم ويعقوب ومحمد وكلهم نبي مسلم " ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب أن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون ، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك واله أبائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون " البقرة أيه 132- 133

    وعندما تدينت الدولة الرومانية في القرن الرابع من الميلاد ، مارست الاحتكار للمدينة فجعلته قصرا علي مقدسات النصرانية ، وحولوا مكان هيكل اليهود بعد هدمه إلي مقلب للقمامة تجلب إليه قاذورات المدينة وما حولها ، فلما فتحها عمر رضي الله عنه طهر هذه الأماكن من تلك القاذورات ، ويتحرج عمر عندما يحين وقت الصلاة وهو في كنيسة القيامة ان يصلي فيها ، رغم دعوة البطريرك " صفرونيوس " له بالصلاة فيها ، وذلك حتى لا تكون هناك شبهة حق لمسلم في أرض الكنيسة أن يبنى فيها مسجدا ،

    وتعامل عمر من اول الفتح على انه يتعامل مع ارض مقدسة ، ففتحها صلحا لا حربا ، وأخر الفتح حتى يذهب بنفسه ليتسلم مفتاح المدينة ، وهو ذات ما فعل صلاح الدين الأيوبي عندما حررها من الصليبين ، فحررها صلحا بعد الحصار ، وامن الصليبيين علي أنفسهم حتى يخرجوا ، رغم أنهم يوم احتلوا المدينة قبلها بنحو تسعين عاما أقاموا بها المذابح لسبعة أيام خاضت فيها أقدام خيولهم في دماء المسلمين التي ملأت الشوارع ، ولم يفرقوا في الذبح بين رجل و امرأة وشيخ وطفل ، ولكنها أخلاق المسلمين التي أبت على صلاح الدين أن يفعل شيئا كهذا .

    وهكذا لم يؤمن كل صاحب دين علي دينه ومقدساته في فلسطين إلا تحت الحكم الإسلامي ، لأن الإسلام دون غيره هو الذي يعتبر ذلك جزءا من عقيدته ، ففي الوقت الذي يري اليهود أن المسيحية والإسلام ليسا بشي ، فاضطهدوا اليهود قبل ظهور الإسلام ، وحاربوا الإسلام بعد ظهوره وحاولوا قتل نبيه صلي الله عليه وسلم ، ومازالوا يكيدون ، وغزة القريبة أحداثها شاهد صدق علي ما تحمل أنفسهم من حقد علي المسلمين ، وفي الوقت الذي تري فيه المسيحية أن اليهودية عهد قد ولي ، ولا تعترف أصلا بالإسلام ،

    فان الإسلام يجعل من عقيدته الإيمان بأصل هذه الأديان ، فيحفظ لأهلها حقوقهم في العبادة ، ويحافظ علي مقدساتهم ، قال تعالي " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا نفرق بين احد من رسله ، قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " سورة البقرة آية 285.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 10, 2024 1:53 pm